قصتي مع الجن انا شخص يخاف من الجن
قصتي مع الجن
انا شخص يخاف من الجن ، اسكن مع عائلتي في بيت كبير بعيد عن المدينة و العمران . و في ليلة صيفية ، خرجت عائلتي لزيارة اقاربها . لم ارد ان ابقى وحيدا ، فقمت بدعوة ثلاثة من اصدقائي ليقضوا السهرة معي . وصل اصدقائي بعد نصف ساعة ، فجلسنا في غرفة المعيشة ، و تحدثنا عن اشياء كثيرة حتى وصل بنا العطش الى اقصى درجاته ، فطلب مني اصدقائي ان اجلب لهم الماء . كان المطبخ بعيدا عن غرفة المعيشة ، و المكان كان مظلما ، أضأت الانوار ، لكني دخلت الحمام قبل دخولي الحمام ، قضيت حاجتي و خرجت من الحمام ، و ذهبت الى المطبخ ، و هنا كانت المفاجئة : ثلاثة اكواب مملوءة بالمياه على طاولة المطبخ . خفت ، و تساءلت : من الذي ملئ الاكواب بالمياه ؟ من الذي وضع هذه الاكواب بالترتيب على طاولة المطبخ ؟ لكنني لم اجد اجوبة على هذه التساؤلات . حملت الاكواب خائفا ، و اتجهت نحو غرفة المعيشة ، و في طريقي اليها ، سمعت الابواب تغلق لوحدها و الهواء الساخن يجري في كل مكان ، اسرعت في مشيتي ، كان باب غرفة المعيشة مغلقا ، فتحته ، لكنني لم اجد اصدقائي ! وضعت الاكواب على طاولة خشبية صغيرة و قررت ان ابحث عنهم . صعدت الدرج متجها نحو غرف النوم ، لكن ابواب هذه الغرف كانت تغلق لوحدها ، و فجأة سمعت ضحكات شريرة ، صرخت خوفا و هربت راكضا نحو باب البيت علّني اهرب من هذا المنزل المسكون . لكن قبل ان افتح ذلك الباب الحديدي ، سمعت ضحكات بشرية ، نعم لقد كانت ضحكات اصدقائي . التفتّ الى الوراء ، فرأيت اصدقائي الثلاث يضحكون و يضحكون ، حتى ان دموعهم سالت من عيونهم من كثرة الضحك . غضبت منهم ، لكني كتمت غضبي ، ثم اتجهنا أربعتناالى غرفة المعيشة ، و شرب اصدقائي المياه ، و جلسوا يتحدثون عني و يصفون شكلي اثناء المقلب ، لكن ما لبث ان قطع حديثهم صوت قوي صدر من المطبخ . ذعرنا كلنا ، و طلبت من اصدقائي ان يأتوا معي كي نتحقق من ذلك الصوت . وافق اثنين منهم ، أحمد و ايهاب ، أما الثالث و هو محمد ، فقد اختار أن يبقى وحيدا في غرفة المعيشة . وصلت مع اصدقائي الاثنين الى المطبخ ، فاكتشفنا ان ذلك الصوت نتج عن ارتطام قطعة حديدية كبيرة بالأرض ، لكن من اين اتت قطعة الحديد هذه ؟! قطعت سلسلة افكارنا صراخ محمد ، هرعنا كي نتحقق من الأمر ، فوجدنا محمد مستلقيا على الارض ، و اثار الضرب و الخدوش تملأ وجهه ، و كان مصدوما . أمسكناه و وضعناه على الأريكة و سألناه : " ما الذي حدث معك ؟ ماذا اصابك ؟ " أجاب مذعورا : " امرني بالخروج من البيت حالا. " خاف اصدقائي و حملوا محمّد و وضعوه بالسيارة و اتجهوا نحو المدينة دون أن يأخذوني معهم ، حتى انهم لم يودعوني ، فبقيت وحيدا في البيت . فكرت بصديقي محمد قليلا ، ثم صعدت الى المطبخ ، و أخرجت هاتفي الخلوي من جيبي ، و بدأت بتصفح شبكة الانترنت علها تؤنسني قليلا . لكن ذلك لم يحدث ، فقد سمعت صوت شخص يتجول خارج المطبخ ، فقلت لنفسي : " يا الهي ! ما الذي قد سمعته للتو ! هذا شيئ لا يحدث عادة ! " ذعرت و تصببت عرقا ، وضعت هاتفي الخلوي في جيبي ، و خرجت لأتحقق من ذلك الصوت ، لكني لم أجد شيئا ، نظرت الى الاعلى نحو غرف النوم ، فرأيت ظل شخص طويل يمشي هناك في غرفة شقيقتي ، سمعت فجأة صوت شخص يمشي ورائي ، نظرت الى الخلف ، لك أجد أحدا ، سمعت صوت أنفاس شخص على يميني ، صرخت و نظرت عن ذات اليمين و ذات الشمال ، ثم نظرت الى الوراء ، فرأيت ما لم يكن في الحسبان ، رأيت جن ذو عيون حمراء و فم يشبه فم الكلب . كان فاتحا فمه ، و أسنانه الطويلة يمكن رؤيتها بسهولة ، فأغمي علي خوفا . استيقظت ، لكني كنت في عالم غريب يملؤه الجن و الوحوش ، كنت ممدّدا على فراش من مسامير ، كان ذلك مؤلما ، و رأيت من بعيد شخص طويل القامة يقترب مني ، و مع اقترابه لاحظت أن هذا الشخص هو الجني ذاته الذي قام بإفزاعي ، تكلم معي بكلمات لم أفهمها ، و عندما انتهى ، تلقيت ضربة موجعة منه ، قرأت المعوذات فاختفى ذلك الجن ، و بدأ ذلك العالم بالتحول الى مكان مؤلوف ، غرفتي . فجأة استيقظت على صوت رنين الهاتف ، لقد كنت ممدّدا على تختي . استغربت ، فأنا فقدت الوعي خارج غرفتي . تجاهلت الأمر و نظرت الى الهاتف ، رنينه كان صادرا عن اتصال أبي بي ، شعرت ببعض الطمأنينة . تكلمت مع أبي و قال أنه سيعود الى البيت بعد دقائق . مرت هذه الدقائق ببطء ، لكنني ما لبثت أن سمعت صوت الجرس . فتحت الباب ، كان أبي ، شعرت براحة و طمأنينة كبيرتين ، و سردت له ما حدث معي . و في صباح اليوم التالي ، زرنا شيخا من كبار الشيوخ ، قلنا له ما حدث معي ، فقام بقراءة الفاتحة و بعض الايات القرانية امامي ، واضعا يده على رأسي ، ثم اتجه الى بيتنا ، دخله و قرأ القران ، و قال أنه قام بطرد الجن من بيتي . مرت سنوات ثلاث بدون أن يحصل معي شيء غريب ، الى أن أتت تلك الليلة اللعينة ! استيقظت صباحا ، و قمت من تختي مسرعا ، و بدأت بالضحك لا اراديا ، و قمت بضرب نفسي ، كما قمت بالدوران حول نفسي . سمع أبي ضحكاتي و دخل غرفتي فوجدني على تلك الحال . مسكني بقوة ، و أجلسني على الأريكة ، لكنني لم أهدأ ، فأخذني الى سيارته و اتجه نحو ذلك الشيخ الذي قمنا بزيارته سابقا . قرأ الفاتحة ، ثم بعض الايات القرانية ، و تفوه بكلمات لم أفهمها ، يا الهي ! لقد كانت مشابهة لتلك الكلمات التي نطق بها ذلك الجني المخيف ! بدأ الشيخ بالتحول الى وحش مخيف ، لا بل الى جن مخيف ، إنه ذات الجني الذي قام بإخافتي منذ سنوات ، و بدأ المكان برمته يتحول الى مكان موحش مليء بالوحوش و الجن ! انه ذلك العالم ، و قد اتى ذلك الجني للانتقام ، بحثت عن أبي ، لقد اختفى ، و حل مكانه الالاف من تلك المخلوقات . يا الهي ، انها كلها هنا كي تقوم بالانتقام ! ها أنا الان في عالم الجن ، و تحديدا ، في غرفة التعذيب !!!
احذر ، فقد تكون أنت التالي ...

أضف تعليق