"الجلسه السريّه"

حقيقي إنتوا منوّرين بيتي المتواضع ، أنا عايش لوحدي فخدوا راحتكم إنتوا شبه بعض وهنا لنفس الغرض .. محتاجين حد يسمع اللي إنتوا إتعرضتوا ليه ، مفيش إحراج خالص .. هنبدأ بالآنسه .. وهسجّل لو مفيش مانع .. إتفضلي إبدأي مع بداية التسجيل .. ..
- أنا هَنا ، 32 سنه ، متجوّزه وعندي طفلين ..
من سنتين تقريباً أنا كنت لوحدي في البيت اللي هو عباره عن شقه ، أنا بكون لوحدي كتير لأن البنتين بيكونوا في المدرسه وجوزي في شغله وأنا مش بشتغل ، كنت .. بستحمّى عادي بس كان عندي فِكر كتير في دماغي ومن غير ما أحس قضيت أكتر من ساعه في الحمام وكنت بكلم نفسي بالصوت ، قلقت من التصرّف ده وقررت أنهي الحمّام بسرعه عشان في خوف بدأ يتملكني من وجودي في الحمام الوقت ده كلّه .. لاقيت نفسي بخرج من الشاور بسرعه غريبه وبنشف نفسي بسرعه وعايزه ألبس أي حاجه أخرج بيها وأكمّل برّا ، سرعتي دي فهّمتني إني خايفه بجد بقى ، لبست اللّي لبسته ومسكت مقبض الباب وبشدّ لاقيت الباب مقفول أو معلّق .. تمالكت أعصابي لأن الباب أحياناً كان بيعمل كده مفيش حاجه يعني ، بس كل ثانيه بتعدي ، كل نص ثانيه حتّى! خوفي بيكبر وبدأت رجلي تؤلمني ألم الخوف من الموقف ، وقلبي بيخفق بسرعه جنونيّه من حقيقة إني مش عارفه أفتح الباب وأخرج ، وبدأت أشد الباب بقوّتي كلها وصوت العزم بتاعي بقى واضح .. الباب ده لو كان مقفول بمفتاح متأكده إنه هيفتح ، الباب بيعلّق ثانيتين ويفتح مش كده خالص ، لمّا خلاص حسّيته بييجي معايا وبيفتح سنتي أو إتنين بيرجع تاني كأنه متمغنط ومش عايز يفكّ! بعد ما لاحظت كده فجأه من غير ما أحس بنفسي صرخت ، وصرختي إتكررت كذا مره أنا خلاص بموت من الخوف وصلت لمرحلة إن قلبي هينفجر والدنيا بتتهز بيّا ، جسمي إتلبّش ووقعت عالأرض لأن رجلي مكانتش قادره تشيلني وحرفيّاً ركبي بتخبط ف بعضها ، وقعتي عالأرض كانت بالتزامُن مع قطع الكهربا عن الشقه ، معادش فيه نور في الحمّام ولا نور جاي من برّا ، حسيت إني إنتهيت كده شكراً ، نور مقطوع وأنا في الحمام محبوسه وصرخت في الحمّام كتير .. جالي شلل مش قادره آخد أي خطوه ولا حركه .. أنا واقعه على بطني ومن ورايا في حاجه بتلمسني من على ضهري ، زي وضع المساج وأنا نايمه ، اللي بيعمل كده مش إيد ومش عارفه إيه لكنّها خشنه أو مُشعره جداً وبتروح وتيجي على ضهري وتحت رقبتي وبين رجلي وأنا! .. أنا عاجزه ومشلوله وكل اللي قادره عليه إنّي بصرخ وأنا مشلوله وده مش بيمنع اللي ورايا أو فوقي إنه يكمّل ، الموضوع خلص بسرعه غالباً لكنّها كانت سنين بالنسبالي ، بعد ما الشيء ده كان بيعمل كده لاقيتني في الحمام جوزي وبناتي باصينلي بصه كأنّهم أقسم بالله شايفين غول ، قالولي إن منظري كان مُفزع .. حكيت الموضوع ليهم ولأهلي وأصحابي .. اللي صدقني فهو مصدقني لأني معنديش سبب ءألف عشانه ، لكنهم مقتنعين إن شيء زي ده مبيحصلش .. وبعدها مفيش حاجه حصلت من ده تاني ، لكني من ساعتها وأنا لايمكن أدخل الحمّام وأنا في الشقّه لوحدي أبداً .. مهما كان الظرف وحجمه ..
- ردي عليكي مش هيكون حالاً ، هسمع التسجيل أكتر من مرّه الأول وهرد عليكي في خلال أيّام معدوده .. دورك يا أستاذ .. إتفضّل إبدأ ..
- أنا رأفت ، 26 سنه ، متجوّز من سنه ..
من شهر واحد بس ، أنا و2 أصحابي كنا بنحضر فرح واحد قريبي يعتبر صاحبنا كلّنا ، الفرح كان في أرياف محافظة ما ، بعد ما خلصنا الكلام وبدأنا رحلة العوده في تمام الساعه 12 منتصف الليل وإحنا لازلنا في الأرياف على طريق تُرابي كده ، اللي سايق مركّز في الطريق عشان ضلمه كُحل وأنا والتاني كل واحد مع موبايله ، هو أنا مكنتش شايفه في الأول ، صاحبنا اللي كان سايق هو اللي لفت نظرنا لما قال بصوت فيه شيء من الصدمه "إيه ده؟" ووقّف العربيّه فوراً .. رُحنا أنا وصاحبي التاني بصّينا وشوفناه ، أنا ولا عارف أقولّك ده كلب ولا معزه ولا حمار ولا حيوان جنسه إيه ، لكنّي متأكد إنّي عمري ما شوفت أي كائن حي بالمنظر الغريب والمُرعب ده ، جسمه جسم كلب عادي ، لكنّه أضخم ، أضخم بشكل ملحوظ جداً ، كأنّه حمار ، ورقبته طويله بشكل رهيب يعني أقدر أقول على حسب اللي شوفته رقبته طولها 30 سنتي أو أكتر ، رجليه رفيّعين أوي ورقبته دي بتتهزّ كأنّها هتقع من على جسمه ، كميّة الخوف اللي تملّكت قلوبنا إحنا التلاته وإحنا التلاته رجّاله ولا إحنا عيال ولا ستات يعني ، أكبر من إنها تتوصف ، بجد زي ما صاحبي قال "إيه ده!!" إيه اللي قدّامنا ده .. اللي قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم واللي فضل يسأل ويكرر إيه ده يا جماعه واللي قال دوّر العربيه وإطلع بسرعه وأنا عن نفسي كنت عايز أنزل من العربيه أتحقّق من الأمر عن قُرب ، الحيوان ده كان أسود على فكره وعينه تقريباً زي باقي الكلاب بس خطمه طويل ، دي الأوصاف اللي طلعت بيها من ذاكرتي ، وهو واقف ثابت تماماً وبيطلّع صوت هدير خفيف أو همهمه ورقبته بتتهز كده ، فوقنا من الصدمه وشغلنا العربيه وبأقصى رد فعل جرينا بيها بإتجاهه وهو كان بيبدأ إنه يتحرك عشان منخبطوش بالعربيه بس عشان كان رد فعلنا سريع خبطناه برضو ، وعلى أعلى سرعه كملنا وباصّين ورانا نشوفه لاقيناه ورانا بيجري ، عايز أقولك إن السرعه اللي كنا ماشيين عليها خلت الطريق يكسر بدن العربيه اللي كانت سرعتها من 80 لـ100 كيلو وأنا بأكدلك إنه مستحيل كلب أو حاجه زيه تقرب من السرعه المهوله دي لكنّه كان بيجري أسرع من كده لأنه كان بيقرب علينا .. وبيخبط في العربيه في دماغه كأنه بينطحها ، بس مستمرش كتير وإختفى من ورانا لكن الخوف منه ومن شكله ومن حجمه ده خلانا منبطّأش السرعه إلا بعد 10 دقايق لما بقينا خلاص عالطريق برّا ، كلمنا أخو صاحبنا اللي إتجوز لأن مش هينفع نكلمه هو ، وحكيناله عالموقف ده .. كأنّه مش مستغرب بس برضو مش مصدّق ، وقال هيحاول يعرف من أبوه وعمه عن حاجه زي دي ممكن تحصل على طريق البلد الجواني وهيقولّنا ، بعد ليلتين جالنا الرّد ، فيه أقوال وهي مجرّد أقوال لا تمتّ للمنطق والعلم بأي صله ، إن الطريق ده ناس شافت عليه حاجه ولاعياذ بالله شكلها شيطاني ، شبه الكلب بس أكبر بكتير ورقبتها طويله كده ، ذروة القصّه بتاعتها كانت في التمانينات لما أكتر من 20 واحد وواحده قالوا إنهم شافوها وجريت وراهم بس مأذتش حد .. وأوصافهم كلّهم تتطابق بشكل يثير الجدل والريبه زي إنه كبير وأسود ومعندوش ديل ورقبته بتتهز وهو واقف ولو إتحرك وجري رقبته بتطلع وبتنزل وتتحرك بشكل يقشعر ويرعب بجد ، وتمّ تسمية الحيوان ده بالكلبه أو شيطان الطريق الجوّاني وبعضهم قال الحارس .. لكن ما أجمع عليه الجميع إن ده مش حاجه من عندنا ، مش كائن طبيعي زي حيواناتنا اللي نعرفها .. كده قصتي خلصت ..
- فعلاً الوصف يخوّف .. عن نفسي قشعرت وإنت بتحكي .. هرد عليك بعدين برضو .. دورك يا أستاذ؟ ..
- أنا عماد 36 سنه .. أرمل ..
بعد وفاة زوجتي من 6 سنين واللي سابتني وحيد معنديش أطفال حتّى ، ضاقت عليا الدنيا بما رحُبت وبدأت أكلم نفسي ، كلنا بنكلم نفسنا أه بس أنا بزياده أوي ، خلقت لنفسي أصحاب خياليين زي الأطفال بعضهم كان صديق طول اليوم كأنّه عايش معايا والبعض كان له أوقات معيّنه وبعضهم بيصاحبني على بعضهم ومن غير ما ءألف وأعمل أصدقاء بلاقيهم موجودين ، معدتش بتخيل بل إني بشوف ، مش بشوفهم زي ما أنا شايفكم دلوقتي لكن حاجه كده شبه الأشباح ، صور باهته ومهزوزه لأنّه أياً كان اللي بيخليني أشوفهم مكانش إكتملت الصوره بتاعته ، كنت عارف إني مريض وده إسمه فُصام تقريباً ، بس اللي حصل بعد كده أكدلي إني مش مجرّد واحد بيعاني من حزن شديد أثّر على نفسيّته ، همّ كانوا خمسه رجّاله إصحابي دول ، 2 منهم ممكن يتقال عليهم مؤذيين وليهم صفات مش ولابد زي الكدب والتخوين ، واحد من الإتنين دول كان عنده صفه مؤذيه جداً ، هي مش مؤذيه هي ممكن تكون قمه في الإفاده والنفع لكن هو كان بيستخدمها في الأذى ، كان محترف في الإقناع ، وكان أكترهم إكتمالاً بالنسبه لمظهره ومجمل شخصيته ، الـ4 الباقيين كانوا أصواتهم شبه بعض شويه ولو كانت مختلفه ، لكن هو كان حاجه تانيه خالص ، بيستلمني أول ما أجي من الشغل لحد ما أنام ، وقالولي الباقيين إنه مانعهم من إنهم يكلموني ، كان بيحاول إنه يقنعني دايماً إني مكلمهمش وإقتنعت ، وبعدها بفتره بسيطه لاحظت إختفاء الـ4 ، مبقوش موجودين ، حتى لو بالتخاطر بحاول أستحضرهم مش عارف ، كنت لما أفكر في أحدهم كان بييجي لكن خلاص هم إختفوا .. الحمّام كان كلّه دم وأشلاء ، كميه عنيفه من الدمّ ، والخامس واللي كان إسمه "حيرم" كان وسطهم قاعد بيغنّي ، بيغني إغنيه مراتي الله يرحمها كانت بتحبها ، بصوته لكن بنفس أدائها ، طبعاً مش هتكلم عن خوفي ورعبي من المنظر ده أمر مُسلّم بيه ، إتنطرت من برّا الشقه وبقيت بتنقل من بيت لبيت من بيوت إصحابي عشان لامؤاخذه يعني في 4 جثث عندي ومش عارف أعمل إيه ، قابلني حيرم وقالي مينفعش اللي بعمله هو خلاص نضّف كل حاجه ، واللي هو عمله كان لمصلحتي أنا جداً ، الـ4 دول كانوا بيشوّشوا عليّا حياتي ، إنّما هو! هو التحديث الجديد اللي هيخليني أعيش إنسان تاني ، أقوى ، أعظم ، أعلى وأسمى من البشر ، رجعت معاه وهو بقى جزء لا يتجزّأ من حياتي ، متستغربوش لأنّه فعلاً عنده عقليّه إقناعيه مُرعبه ، قعدت أنا وهو وحكالي عن حاجه لو عملتها هيخليني أدوق طعم السموّ والعُلا ، يعني هكون أرفع مرتبةً من البشر ، كان لازم أقتل ، رفضت طبعاً لأني ولو كنت مجنون ومهلوس وغالباً بكلم لا شيء دلوقتي لكنّي مش قاتل ، لكنّه أقنعني عن طريق تبسيط الموضوع ، أنا هقتل أشخاص يستحقّوا القتل ، مجرمين لكن! مش مهمّ أعرف إيه هي طبيعة إجرامهم ، لكن المهم إنهم بطريقةٍ ما ظلموا ناس وحرقوا قلوبهم وهم على قناعه بإنهم معملوش حاجه ، إداني أسمائهم وأوصافهم ، هو فهمني إنّه هيوسوسلهم بطريقه خفيّه توصّلهم ليا وتوصلني ليهم ، كل واحد منهم على حدىً ، بحيث إنّه يجمعنا مع بعض بالصدفه البحته ، المقصوده ، خلّص شغل مع عقولهم إنبارح وقالي أنام ، أنام وأنا مطّمن إنّي بُكره هبقى حاجه تانيه ، إنت قُلت إنك هتردّ علينا لكن مش دلوقتي لكن أنا محتاج مُساعدتك لأنّي المفروض إنّي جاي أقتلكم إنتم .. بالخنجر ده ..
- أفندم!؟ .. إنت بتقول إيه؟
- هقنعك زي ماهو علّمني ، إنت جمعتنا إحنا التلاته عشان عندك شخص رابع إنت رايحله مشوار ومكانش ينفع تقابلنا كلاً على حدى .. بس مفيش شخص رابع في الحقيقه ن ده كان هو .. "حيرم" .. وإنتي يا هنا جيتي المقابله دي عشان واحده قالتلك على الدكتور مصطفى ، الواحده دي إنتي قابلتيها مره واحده بس ، مظهرتش تاني ، دي كانت هو ، مقابلتك ليها كانت دقايق لكنّها أقنعتك وإنتي نفسك مصدقتيش سرعة إقتناعك بكلامها صح؟ هو كده بيقنع أي حد بالشكل اللي هو يحبه ، ورأفت مراتك اللي قالتلك عالدكتور وإنه بيستضيف ناس عنده وعلى غرار عادتك سمعت كلامها وعملت كده وإنت مش عايز تعرف حد عالتجربه دي ، صدقني مراتك كانت نايمه ساعتها وإسألها الكلام ده حصل منها ولا لأ دلوقتي وهتعرف ، .. وبالنسبالي أنا متعبتش عشان أتصل بيك وأقولك إني محتاج أقعد معاك يا مصطفى ، ساعدني لازم ألاقي حل لأنّه بنفسه هييجي يتم وعده لو أنا مقتلتكمش إنتوا التلاته ..
-"رأفت" : وعد إيه؟
- لو الساعه جات 10 بالليل وأنا متمتش المجزره دي ، هييجي هو هياخدنا المكان .. اللي هو والـ4 جُم منه ، بأكدلكم إنه نسخه من الجحيم ، وأنا هكون معاكم ، بس صدقوني محدش هيقدر يقاومه ولا يدافع عن نفسه ، لأنها مش مواجهه مع بشر ..
-"هَنا" هي الساعه كام دلوقتي؟
- أنا هَنا ، 32 سنه ، متجوّزه وعندي طفلين ..
من سنتين تقريباً أنا كنت لوحدي في البيت اللي هو عباره عن شقه ، أنا بكون لوحدي كتير لأن البنتين بيكونوا في المدرسه وجوزي في شغله وأنا مش بشتغل ، كنت .. بستحمّى عادي بس كان عندي فِكر كتير في دماغي ومن غير ما أحس قضيت أكتر من ساعه في الحمام وكنت بكلم نفسي بالصوت ، قلقت من التصرّف ده وقررت أنهي الحمّام بسرعه عشان في خوف بدأ يتملكني من وجودي في الحمام الوقت ده كلّه .. لاقيت نفسي بخرج من الشاور بسرعه غريبه وبنشف نفسي بسرعه وعايزه ألبس أي حاجه أخرج بيها وأكمّل برّا ، سرعتي دي فهّمتني إني خايفه بجد بقى ، لبست اللّي لبسته ومسكت مقبض الباب وبشدّ لاقيت الباب مقفول أو معلّق .. تمالكت أعصابي لأن الباب أحياناً كان بيعمل كده مفيش حاجه يعني ، بس كل ثانيه بتعدي ، كل نص ثانيه حتّى! خوفي بيكبر وبدأت رجلي تؤلمني ألم الخوف من الموقف ، وقلبي بيخفق بسرعه جنونيّه من حقيقة إني مش عارفه أفتح الباب وأخرج ، وبدأت أشد الباب بقوّتي كلها وصوت العزم بتاعي بقى واضح .. الباب ده لو كان مقفول بمفتاح متأكده إنه هيفتح ، الباب بيعلّق ثانيتين ويفتح مش كده خالص ، لمّا خلاص حسّيته بييجي معايا وبيفتح سنتي أو إتنين بيرجع تاني كأنه متمغنط ومش عايز يفكّ! بعد ما لاحظت كده فجأه من غير ما أحس بنفسي صرخت ، وصرختي إتكررت كذا مره أنا خلاص بموت من الخوف وصلت لمرحلة إن قلبي هينفجر والدنيا بتتهز بيّا ، جسمي إتلبّش ووقعت عالأرض لأن رجلي مكانتش قادره تشيلني وحرفيّاً ركبي بتخبط ف بعضها ، وقعتي عالأرض كانت بالتزامُن مع قطع الكهربا عن الشقه ، معادش فيه نور في الحمّام ولا نور جاي من برّا ، حسيت إني إنتهيت كده شكراً ، نور مقطوع وأنا في الحمام محبوسه وصرخت في الحمّام كتير .. جالي شلل مش قادره آخد أي خطوه ولا حركه .. أنا واقعه على بطني ومن ورايا في حاجه بتلمسني من على ضهري ، زي وضع المساج وأنا نايمه ، اللي بيعمل كده مش إيد ومش عارفه إيه لكنّها خشنه أو مُشعره جداً وبتروح وتيجي على ضهري وتحت رقبتي وبين رجلي وأنا! .. أنا عاجزه ومشلوله وكل اللي قادره عليه إنّي بصرخ وأنا مشلوله وده مش بيمنع اللي ورايا أو فوقي إنه يكمّل ، الموضوع خلص بسرعه غالباً لكنّها كانت سنين بالنسبالي ، بعد ما الشيء ده كان بيعمل كده لاقيتني في الحمام جوزي وبناتي باصينلي بصه كأنّهم أقسم بالله شايفين غول ، قالولي إن منظري كان مُفزع .. حكيت الموضوع ليهم ولأهلي وأصحابي .. اللي صدقني فهو مصدقني لأني معنديش سبب ءألف عشانه ، لكنهم مقتنعين إن شيء زي ده مبيحصلش .. وبعدها مفيش حاجه حصلت من ده تاني ، لكني من ساعتها وأنا لايمكن أدخل الحمّام وأنا في الشقّه لوحدي أبداً .. مهما كان الظرف وحجمه ..
- ردي عليكي مش هيكون حالاً ، هسمع التسجيل أكتر من مرّه الأول وهرد عليكي في خلال أيّام معدوده .. دورك يا أستاذ .. إتفضّل إبدأ ..
- أنا رأفت ، 26 سنه ، متجوّز من سنه ..
من شهر واحد بس ، أنا و2 أصحابي كنا بنحضر فرح واحد قريبي يعتبر صاحبنا كلّنا ، الفرح كان في أرياف محافظة ما ، بعد ما خلصنا الكلام وبدأنا رحلة العوده في تمام الساعه 12 منتصف الليل وإحنا لازلنا في الأرياف على طريق تُرابي كده ، اللي سايق مركّز في الطريق عشان ضلمه كُحل وأنا والتاني كل واحد مع موبايله ، هو أنا مكنتش شايفه في الأول ، صاحبنا اللي كان سايق هو اللي لفت نظرنا لما قال بصوت فيه شيء من الصدمه "إيه ده؟" ووقّف العربيّه فوراً .. رُحنا أنا وصاحبي التاني بصّينا وشوفناه ، أنا ولا عارف أقولّك ده كلب ولا معزه ولا حمار ولا حيوان جنسه إيه ، لكنّي متأكد إنّي عمري ما شوفت أي كائن حي بالمنظر الغريب والمُرعب ده ، جسمه جسم كلب عادي ، لكنّه أضخم ، أضخم بشكل ملحوظ جداً ، كأنّه حمار ، ورقبته طويله بشكل رهيب يعني أقدر أقول على حسب اللي شوفته رقبته طولها 30 سنتي أو أكتر ، رجليه رفيّعين أوي ورقبته دي بتتهزّ كأنّها هتقع من على جسمه ، كميّة الخوف اللي تملّكت قلوبنا إحنا التلاته وإحنا التلاته رجّاله ولا إحنا عيال ولا ستات يعني ، أكبر من إنها تتوصف ، بجد زي ما صاحبي قال "إيه ده!!" إيه اللي قدّامنا ده .. اللي قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم واللي فضل يسأل ويكرر إيه ده يا جماعه واللي قال دوّر العربيه وإطلع بسرعه وأنا عن نفسي كنت عايز أنزل من العربيه أتحقّق من الأمر عن قُرب ، الحيوان ده كان أسود على فكره وعينه تقريباً زي باقي الكلاب بس خطمه طويل ، دي الأوصاف اللي طلعت بيها من ذاكرتي ، وهو واقف ثابت تماماً وبيطلّع صوت هدير خفيف أو همهمه ورقبته بتتهز كده ، فوقنا من الصدمه وشغلنا العربيه وبأقصى رد فعل جرينا بيها بإتجاهه وهو كان بيبدأ إنه يتحرك عشان منخبطوش بالعربيه بس عشان كان رد فعلنا سريع خبطناه برضو ، وعلى أعلى سرعه كملنا وباصّين ورانا نشوفه لاقيناه ورانا بيجري ، عايز أقولك إن السرعه اللي كنا ماشيين عليها خلت الطريق يكسر بدن العربيه اللي كانت سرعتها من 80 لـ100 كيلو وأنا بأكدلك إنه مستحيل كلب أو حاجه زيه تقرب من السرعه المهوله دي لكنّه كان بيجري أسرع من كده لأنه كان بيقرب علينا .. وبيخبط في العربيه في دماغه كأنه بينطحها ، بس مستمرش كتير وإختفى من ورانا لكن الخوف منه ومن شكله ومن حجمه ده خلانا منبطّأش السرعه إلا بعد 10 دقايق لما بقينا خلاص عالطريق برّا ، كلمنا أخو صاحبنا اللي إتجوز لأن مش هينفع نكلمه هو ، وحكيناله عالموقف ده .. كأنّه مش مستغرب بس برضو مش مصدّق ، وقال هيحاول يعرف من أبوه وعمه عن حاجه زي دي ممكن تحصل على طريق البلد الجواني وهيقولّنا ، بعد ليلتين جالنا الرّد ، فيه أقوال وهي مجرّد أقوال لا تمتّ للمنطق والعلم بأي صله ، إن الطريق ده ناس شافت عليه حاجه ولاعياذ بالله شكلها شيطاني ، شبه الكلب بس أكبر بكتير ورقبتها طويله كده ، ذروة القصّه بتاعتها كانت في التمانينات لما أكتر من 20 واحد وواحده قالوا إنهم شافوها وجريت وراهم بس مأذتش حد .. وأوصافهم كلّهم تتطابق بشكل يثير الجدل والريبه زي إنه كبير وأسود ومعندوش ديل ورقبته بتتهز وهو واقف ولو إتحرك وجري رقبته بتطلع وبتنزل وتتحرك بشكل يقشعر ويرعب بجد ، وتمّ تسمية الحيوان ده بالكلبه أو شيطان الطريق الجوّاني وبعضهم قال الحارس .. لكن ما أجمع عليه الجميع إن ده مش حاجه من عندنا ، مش كائن طبيعي زي حيواناتنا اللي نعرفها .. كده قصتي خلصت ..
- فعلاً الوصف يخوّف .. عن نفسي قشعرت وإنت بتحكي .. هرد عليك بعدين برضو .. دورك يا أستاذ؟ ..
- أنا عماد 36 سنه .. أرمل ..
بعد وفاة زوجتي من 6 سنين واللي سابتني وحيد معنديش أطفال حتّى ، ضاقت عليا الدنيا بما رحُبت وبدأت أكلم نفسي ، كلنا بنكلم نفسنا أه بس أنا بزياده أوي ، خلقت لنفسي أصحاب خياليين زي الأطفال بعضهم كان صديق طول اليوم كأنّه عايش معايا والبعض كان له أوقات معيّنه وبعضهم بيصاحبني على بعضهم ومن غير ما ءألف وأعمل أصدقاء بلاقيهم موجودين ، معدتش بتخيل بل إني بشوف ، مش بشوفهم زي ما أنا شايفكم دلوقتي لكن حاجه كده شبه الأشباح ، صور باهته ومهزوزه لأنّه أياً كان اللي بيخليني أشوفهم مكانش إكتملت الصوره بتاعته ، كنت عارف إني مريض وده إسمه فُصام تقريباً ، بس اللي حصل بعد كده أكدلي إني مش مجرّد واحد بيعاني من حزن شديد أثّر على نفسيّته ، همّ كانوا خمسه رجّاله إصحابي دول ، 2 منهم ممكن يتقال عليهم مؤذيين وليهم صفات مش ولابد زي الكدب والتخوين ، واحد من الإتنين دول كان عنده صفه مؤذيه جداً ، هي مش مؤذيه هي ممكن تكون قمه في الإفاده والنفع لكن هو كان بيستخدمها في الأذى ، كان محترف في الإقناع ، وكان أكترهم إكتمالاً بالنسبه لمظهره ومجمل شخصيته ، الـ4 الباقيين كانوا أصواتهم شبه بعض شويه ولو كانت مختلفه ، لكن هو كان حاجه تانيه خالص ، بيستلمني أول ما أجي من الشغل لحد ما أنام ، وقالولي الباقيين إنه مانعهم من إنهم يكلموني ، كان بيحاول إنه يقنعني دايماً إني مكلمهمش وإقتنعت ، وبعدها بفتره بسيطه لاحظت إختفاء الـ4 ، مبقوش موجودين ، حتى لو بالتخاطر بحاول أستحضرهم مش عارف ، كنت لما أفكر في أحدهم كان بييجي لكن خلاص هم إختفوا .. الحمّام كان كلّه دم وأشلاء ، كميه عنيفه من الدمّ ، والخامس واللي كان إسمه "حيرم" كان وسطهم قاعد بيغنّي ، بيغني إغنيه مراتي الله يرحمها كانت بتحبها ، بصوته لكن بنفس أدائها ، طبعاً مش هتكلم عن خوفي ورعبي من المنظر ده أمر مُسلّم بيه ، إتنطرت من برّا الشقه وبقيت بتنقل من بيت لبيت من بيوت إصحابي عشان لامؤاخذه يعني في 4 جثث عندي ومش عارف أعمل إيه ، قابلني حيرم وقالي مينفعش اللي بعمله هو خلاص نضّف كل حاجه ، واللي هو عمله كان لمصلحتي أنا جداً ، الـ4 دول كانوا بيشوّشوا عليّا حياتي ، إنّما هو! هو التحديث الجديد اللي هيخليني أعيش إنسان تاني ، أقوى ، أعظم ، أعلى وأسمى من البشر ، رجعت معاه وهو بقى جزء لا يتجزّأ من حياتي ، متستغربوش لأنّه فعلاً عنده عقليّه إقناعيه مُرعبه ، قعدت أنا وهو وحكالي عن حاجه لو عملتها هيخليني أدوق طعم السموّ والعُلا ، يعني هكون أرفع مرتبةً من البشر ، كان لازم أقتل ، رفضت طبعاً لأني ولو كنت مجنون ومهلوس وغالباً بكلم لا شيء دلوقتي لكنّي مش قاتل ، لكنّه أقنعني عن طريق تبسيط الموضوع ، أنا هقتل أشخاص يستحقّوا القتل ، مجرمين لكن! مش مهمّ أعرف إيه هي طبيعة إجرامهم ، لكن المهم إنهم بطريقةٍ ما ظلموا ناس وحرقوا قلوبهم وهم على قناعه بإنهم معملوش حاجه ، إداني أسمائهم وأوصافهم ، هو فهمني إنّه هيوسوسلهم بطريقه خفيّه توصّلهم ليا وتوصلني ليهم ، كل واحد منهم على حدىً ، بحيث إنّه يجمعنا مع بعض بالصدفه البحته ، المقصوده ، خلّص شغل مع عقولهم إنبارح وقالي أنام ، أنام وأنا مطّمن إنّي بُكره هبقى حاجه تانيه ، إنت قُلت إنك هتردّ علينا لكن مش دلوقتي لكن أنا محتاج مُساعدتك لأنّي المفروض إنّي جاي أقتلكم إنتم .. بالخنجر ده ..
- أفندم!؟ .. إنت بتقول إيه؟
- هقنعك زي ماهو علّمني ، إنت جمعتنا إحنا التلاته عشان عندك شخص رابع إنت رايحله مشوار ومكانش ينفع تقابلنا كلاً على حدى .. بس مفيش شخص رابع في الحقيقه ن ده كان هو .. "حيرم" .. وإنتي يا هنا جيتي المقابله دي عشان واحده قالتلك على الدكتور مصطفى ، الواحده دي إنتي قابلتيها مره واحده بس ، مظهرتش تاني ، دي كانت هو ، مقابلتك ليها كانت دقايق لكنّها أقنعتك وإنتي نفسك مصدقتيش سرعة إقتناعك بكلامها صح؟ هو كده بيقنع أي حد بالشكل اللي هو يحبه ، ورأفت مراتك اللي قالتلك عالدكتور وإنه بيستضيف ناس عنده وعلى غرار عادتك سمعت كلامها وعملت كده وإنت مش عايز تعرف حد عالتجربه دي ، صدقني مراتك كانت نايمه ساعتها وإسألها الكلام ده حصل منها ولا لأ دلوقتي وهتعرف ، .. وبالنسبالي أنا متعبتش عشان أتصل بيك وأقولك إني محتاج أقعد معاك يا مصطفى ، ساعدني لازم ألاقي حل لأنّه بنفسه هييجي يتم وعده لو أنا مقتلتكمش إنتوا التلاته ..
-"رأفت" : وعد إيه؟
- لو الساعه جات 10 بالليل وأنا متمتش المجزره دي ، هييجي هو هياخدنا المكان .. اللي هو والـ4 جُم منه ، بأكدلكم إنه نسخه من الجحيم ، وأنا هكون معاكم ، بس صدقوني محدش هيقدر يقاومه ولا يدافع عن نفسه ، لأنها مش مواجهه مع بشر ..
-"هَنا" هي الساعه كام دلوقتي؟
-"حيرم" : الساعه 10 ..
أضف تعليق